الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

التأخر الدراسي المفهوم والأسباب وأساليب والعلاج

المملكة العربية السعودية
وزارة التربية والتعليم
إدارة تعليم منطقة المدينة المنورة "بنين"
إدارة التوجيه والإرشاد
وحدة الإرشاد التربوي



التأخر الدراسي
المفهوم والأسباب وأساليب والعلاج

إعداد
حسين مريشيد الرفيعي

مشرف التوجيه والإرشاد


1434 هـ


تقديم :
يعد التأخر الدراسي من المشكلات التي تقلق كل من له صله بالعملية التعليمية لما يترتب عليه من مشكلات تربوية ونفسية واجتماعية ومادية,ويشير ( زهران؛  وآخرون 1400هـ )إلى أن التأخر الدراسي مشكلة متعددة الأبعاد لها أثارها النفسية والتربوية,لأن تأخر بعض الطلاب دراسياً وعجزهم عن مسايرة أقرانهم تحصلياً قد يثير لديهم العديد من الاضطرابات النفسية ومظاهر السلوك غير السوي مما يظهر أثره اجتماعياً في صورة ميزانيات تهدر بدون عائد يذكر .
كما تعد هذه المشكلة من المشكلات التي تعيق المدرسة وتحول بينها وبين أداء رسالتها على الوجه الأكمل ؛ حيث أن أدارة المدرسة تعاني من فئة المتأخرين دراسياً لأنهم يعرقلون ويعيقون سير الدراسة وذلك لأنهم بحاجة إلى أنشطة خاصة بهم,وفعاليات تتناسب مستوياتهم وبذلك, يعيقون عملية التقدم التعليمي,ويسيئون إلى نتيجة المدرسة,وبالتالي المعلم ( عبدالرحيم 1980 ,ص 9).
ومن حجم المشكلة تتبين أهمية دراستها للوقوف على الأسباب واقتراح الحلول والعلاج وهذا ما يراه جابر وآخرون ( 1982,ص 177 ) أن التأخر الدراسي وما يرتبط به من رسوب الطلبة في المراحل التعليمية المختلفة نوع من الفاقد والهدر التعليمي ؛ لذا كان اهتمام الدول بمشكلة التأخر الدراسي وتوجيه الجهود نحو دراسته؛للكشف عن العوامل والأسباب التي تؤدي إليه,وذلك بهدف مواجهتها واقتراح أسباب العلاج ,وعليه فقد عكف عدد من الباحثين على مستوى الوطن العربي  لتصدي لهذه المشكلة وأبرزت جهودهم عدد من الدراسات كدراسة ( أبو علام,1980),ودراسة( علوان 1984) ودراسة (السليم,1409 هـ),ودراسة(القحطاني,1423هـ),ودراسة (الحلو,1424),ومن هنا تبرز ظاهرة التأخر الدراسي كمشكله عامة تتطلب المزيد من الدراسات والبحوث للوقوف على الأسباب والمساعدة في وضع الحلول الناجعة للحد من الظاهرة أو التخفيف منها . 


التأخر الدراسي
أولاً/ مفهوم التأخر الدراسي:
بدايةً تجدر الإشارة إلى إن مفهوم التأخر الدراسي من المصطلحات التي يشوبها الغموض وعدم التحديد؛حيث استخدمت مصطلحات كثيرة للإشارة إلى التلاميذ الذين يواجهون مشكلات تربوية معينة تحول دون نجاحهم في المدرسة منها:المتأخرون دراسياً,وبطيئو التعلم,صعوبات التعلم,التخلف العقلي,التخلف الدراسي,والمتخلف تحصليها ,الفشل الدراسي,والتعثر الدراسي,منخفضي التحصيل,...الخ,ومثار هذا التعدد في المصطلحات يرجع إلى تعرض هذا المصطلح في الأوساط التربوية الناطقة باللغة الانجليزية إلى كثرٍ من سوء الاستعمال( عبد اللطيف, 1993 )والى اختلافات المتخصصين حول المحكات التي يتخذونها أساساً في تعريف التأخر الدراسي . وخروجاً من هذا الإشكال فقد تم استخدام  مصطلح التأخر الدراسي وذلك لأن هذا المصطلح هو المتعارف علية في مدارسنا,وهو انسب وأكثر قابلية لنفوس الطلاب من إطلاق مصطلح التخلف الدراسي أو التخلف العقلي,الذي يكون له آثار نفسية سيئة على التلميذ,أو مصطلح الفشل الذي يعني الإخفاق وعدم القدرة على تحقيق النجاح,يقول (عودة والشريف,1418 هـ ): "لقد حدث نوع من الخلط وسوء الاستعمال لمصطلح التأخر الدراسي لفترات طويلة فقد أطلقه البعض على فئة من يعانون ضعفاً عقلياً خفيفاً وهم من تتراوح نسبة ذكائهم بين 50-70,وأطلقه آخرون على فئة أخرى تتراوح نسبة ذكاء أفرادها ما بين 70-90,وأطلقه البعض الثالث على حالات تعددت تسميتها تبعاً لبعض العوامل المسئولة عنها مثل : المعوقون تربوياً,والمعوقون ثقافيا والمضطربون انفعالياً وهؤلاء  يعرفون باسم المتأخرين تحصلياً."( ص,20),ويسميهم البعض جماعة العاديين الأغبياء,أو الأطفال المتخلفين,أو مجموعة الحد الفاصل بين العاديين وضعاف العقول.(الفقي ,1974,ص 11) .
ومن هذا الخلط نتج الاختلاف في تحديد هذا المفهوم,وفي ضوء عدم الاتفاق على مصطلح واحد للتأخر الدراسي فقد تعدد مفهوم التأخر الدراسي نورد منها ما أرى وجاهته لدى بعض المتخصصين:
التأخر الدراسي: يقصد به انخفاض معدل التحصيل الدراسي للتلميذ دون المستوى المتوسط إذا ما قورن هذا التحصيل بمستوى التحصيل الدراسي لتلاميذ فصله ممن هم يتشابهون معه بنفس العوامل والظروف الأخرى المؤثرة بهذا المجال والتي قد ترجع إلى عوامل متشعبة ومتعددة كالعوامل الذاتية والشخصية والعوامل البيئية(أبو مصطفى ,1977م)
التأخر الدراسي : هو تأخر الطالب في التحصيل الدراسي عن متوسط أقرانه نتيجة العديد من العوامل والأسباب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والثقافية ( جبريل,1413 هـ).
التأخر الدراسي: هو حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو والتحصيل نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط في حدود انحرافين معياريين سالبين ( زهران 1997 م,ص417) .
ومن خلال ما سبق فالتأخر يؤدي إلى انخفاض في مستوى التحصيل الدراسي للتلميذ عن أقارنه,لأن التحصيل الدراسي للتلميذ يُعد بمثابة مقياس له حيث يُنِئ عن حالته في مختلف الجوانب الشخصية والنفسية والجسمية والانفعالية وكذلك يشير إلى نواحي القصور التي تطرأ عليه بما يساعد في تقديم العون المناسب له في الوقت المناسب ، إذا ما أخفق في الوصول إلى مستوى التحصيل المناسب بقدراته وإمكانياته .



 ثانياً/أهمية التأخر الدراسي :
نظراً لأهمية دراسة التأخر الدراسي ورعاية الطلاب المتأخرين دراسياً في المدارس فإنه يمكن تلخيص ما ذكره علماء التربية من خلال دراساتهم المبررات التي تستوجب علينا الاهتمام بالمتأخرين دراسياً ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
                     1.        تعتبر دراسة المتأخرين دراسياً ضرورة تربوية واجتماعية ووطنية .
                     2.        إن هذه الفئة من التلاميذ يترتب على وجودها مجموعة من المخاطر والمضاعفات مثل:الاضطرابات المدرسية,والمشكلات الأسرية والنفسية والاجتماعية .
                     3.        تحول نسبة كبير من التلاميذ المتأخرين دراسياً إلى فئة الأميين أو العاطلين والمشردين مما يزيد نسبة الجهل في المجتمع .
                     4.        أن الاهتمام بدارسة التأخر الدراسي تعتبر خطوة تربوية هامة نحو واقع التعليم المدرسي وما يحدث فيه بشكل فعلي .
                     5.        إن ظاهر التأخر الدراسي يترتب عليها لصورة مباشرة أو غير مباشرة ظواهر انحرافية إجرامية مثل:انحراف الأحداث,والتدخين,والإدمان وتعاطي المخدرات,ورفقاء السوء ...
                     6.        إن عملية التقويم التربوية المستمرة والوقوف على المشكلات الدراسية والمدرسة لدى  التلاميذ تجعل العاملين في الجهاز التربوي والمدرسي في وضع المسئولية وفي نشاط ويقظة دائماً بحثاً عن الحلول والعلاج وطرائق التحسين والتطوير . (الزراد,1419,17- 19 ).
                     7.        إن توفير ظروف الحياة ومطالب المعيشة لهذه الفئة يؤهلهم للمشاركة في بناء المجتمع ويهيئ لهم فرص التقدم والنجاح,وتحمل المسئولية والشعور بالرضى والسعادة . ( الشندويلي,1977,ص 9 ) .
                     8.        إن الاهتمام بهذه الفئة يعني الحد من ظاهرة الهدر التربوي والمادي وخفض نسب التسرب والرسوب في الدارس .


ثالثاً/ أنواع التأخر الدراسي :
يختلف التأخر الدراسي من تلميذ إلى آخر ، ولكل نوع من أنواع التأخر الدراسي أسبابه وظروفه وسبل معالجته . وإجمالاً يمكن تحديد أنواعه بما يأتي كما جاءت لدى(زهران وآخرون1400,ص 9-10),و(السليم1409,ص ص30 – 31 ),و(القحطاني  1423 ص ص 43 – 44 )و(العبدالكريم,2004,ص ص : 81 -83) :
تأخر دراسي عام :
ويكون في جميع المواد الدراسية ويرتبط بالغباء ؛ حيث تتراوح نسبة الذكاء بين  70-85 .
تأخر دارسي خاص :
ويكون في ماده أو مواد بعينها فقط كالرياضيات مثلاً ويرتبط بنقص القدرة.
تأخر دراسي دائم :
حيث يقل تحصيل الطالب عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية طويلة .
تأخر دارسي موقفي :
من اسمه حيث يرتبط بمواقف معينة يقل تحصيل الطالب عن مستوى قدرته بسبب خيرات سيئة مثل : النقل من مدرسه إلى أخرى,موت احد إفراد الأسرة,أ,المرور بخبرات انفعالية حادة .
تأخر دراسي  حقيقي ( خلقي ):
وهو تأخر يرتبط بنقص مستوى الذكاء والقدرات .
تأخر دراسي ظاهري :
هو تأخر دراسي غير حقيقي ويرجع لأسباب غير عقلية ويمكن علاجه .
رابعاً/أسباب التأخر الدراسي:
بعد مراجعة الأدبيات المتصلة بهذا الجانب كـ(القحطاني,1424هـ) ,و(الترتير,1424هـ) و(مصطفى,1997), وُجِد أن أسباب التأخر الدراسي متعددة ومتداخلة في كثيرٍ من الأحيان ؛وذلك لأن سبب التأخر الدراسي قد يكون مساعداً لوجود سبب آخر,وقد يكون السبب مرتبط بأكثر من سبب من هذه الأسباب,ومن هذه الأسباب ما يظهر مبكراً في حياة الطالب,ومنها ما يتأخر ظهوره,ومنها ما يظهر مباشرة . ومن أهم أسباب التأخر الدراسي:

1-أسباب مرتبطة بالطالب :
وتنقسم إلى :
      ‌أ-      أسباب جسمية :
 مثل:الأمراض الناتجة عن سوء التغذية  وضعف البنية,الإصابة بأحد العاهات الجسمية  كضعف السمع,وضعف البصر أو طوله,أو قصره,وتضخم اللوزتين,والاضطرابات في أجهزة الكلام,وأجهزة النطق الأخرى مما يعرضه للسخرية أمام زملائه مما يشكل عقبة لدية في تحصيله الدراسي   ...
    ‌ب-    أسباب نفسية انفعالية :
 مثل : التوتر,ضعف الثقة بالنفس,القلق,العدوانية,الاضطراب النفسي والاختلال في الاتزان الانفعالي,الخوف الخجل الانطواء الشعور بالحرمان,الحقد,الفشل,الشعور بالنقص و الخمول,والاكتئاب,و كراهية الطالب لمادة دراسية...
     ‌ج-     أسباب عقلية :
 مثل : انخفاض نسبة الذكاء,عدم القدرة على التركيز الشرود و السرحان,بطء القراءة صعوبة التعامل مع الأرقام,العجز عن التذكر والربط بين الأشياء,ضعف الجانب المعرفي كضعف القدرة على التذكر أو التركيز أو المتابعة .

2-أسباب مرتبطة بالمدرسة :
المدرسة هي بيت الطالب الثاني وبالتالي قد تكون المدرسة بيئة معززه للأجواء الإيجابية أو السلبية لبيئة الطالب المنزلية. ومن الأسباب المرتبطة ببيئة المدرسة مثل: تنقلات المدرسين,وضعف إعدادهم المهني,سيادة جو من التشاحن بين الإدارة والمدرسين أو بين المدرسين أنفسهم,واتجاهات المدرسين نحو بعض الطلاب,استخدام العقاب البدني, كثرة التعديل والتغير في الجداول المدرسة,عدم مناسبة المواد الدراسية لميول التلاميذ وقدراتهم,ازدحام الخطة الدراسية بكثرة المواد,طبيعة الاختبارات,كثرة الواجبات وصعوبتها,وعدم قدرة الطالب على التكيف مع المدرسة...  

3-أسباب أسرية اجتماعية :

مثل:ضعف العلاقات الاجتماعية,والخبرات الأليمة في أسرة مفككة فقيرة وأمية,أسلوب التربية الخاطئ,عدم تنظيم وقت المرح واللهو للطالب,تسلط الوالدين أو أحدهما,الطموح الزائد من الوالدين مقارنة بضعف قدرات الطالب,موقع سكن الطالب,عدم توفر المواصلات,ازدحام سكن  الأسرة بالأفراد,قلة مستوى دخل الأسرة عدم توفر الجو المناسب للمذاكرة,انشغال الطالب بالعمل ,ثقافة الوالدين,الصراعات داخل الأسرة تأثير جماعة الأقران...
4-أسباب وظيفية:
مثل : طرق الاستذكار والدراسة  الخاطئة للطالب,سماته الشخصية المتعلقة بعدم قدرته على المثابرة,أو التنظيم,أو التلخيص و انعدام الطموح,الغياب,التنقل من مدرسة إلى أخرى.
ويتبين مما سبق أن أسباب التأخر الدراسي كثيرة جداً ومتشعبة ومتداخلة في نفس الوقت,ومرتبط بعضها ببعض مما يجعل التمييز بينها صعباً في بعض الأحيان.
خامساً/السمات العامة للمتأخرين دراسياً:
١-السمات الجسمية:
يلاحظ أن معدل النمو لدى الأطفال المتأخرين دراسياً هو أقل من النمو عند زملائهم المتفوقين رغم أن هذه الفوارق الظاهرية ليست ملحوظة ويمكن أن يكون بعضهم أقل طولاً وأثقل وزناً مع نضوج جنسي مبكر ويقومون بحركات عصبية لا غاية منها تدل على عدم استقرارهم وثباتهم,كما لوحظ إصابة معظمهم ببعض الأمراض قبل دولهم المدرسة أو بعض المشكلات الدراسية الأخرى كضعف السمع أو ضعف البصر أو الروماتيزم وهذه كلها إشارات إلى ارتباط بين السمات الجسمية والتأخر الدراسي .


٢- السمات العقلية:
ومنها:ضعف الذاكرة لدى الطالب,وضعف قدرته على التركيز,وتشتت الانتباه  لديه ,ولكن هذه السمات في الغالب تكون إلى الأمور العلمية والأشغال اليدوية لدى الطالب، فلا طاقة له على حل المشكلات العقلية أو المسائل التي تتطلب تفكيراً مجرداً,كما يتميز الطالب ببطء التعلم وبضعف القدرة على التحصيل .
٣-السمات الانفعالية:
 المتأخر ون دراسياً يميلون إلى العدوان على السلطة المدرسية ويتسمون بالاكتئاب والقلق,ويسترسلون في أحلام اليقظة,ويعانون من اضطراب انفعالي وعدم ثبات الانفعالات لوقت طويل،كما يعانون من الشعور بالذنب،والمخاوف نتيجة لإحساسهم بالفشل,واتجاهاتهم سلبية نحو رفاقهم ونحو ذويهم كذلك.
٤-السمات الاجتماعية:
 من هذه السمات:عدم الاهتمام بالعادات والتقاليد,ولا يشعرون بالولاء للجماعة ولا يتحملون المسؤولية ،وصداقاتهم متقلبة لا تدوم كثيراً رغم أنهم المبادرون لإنشاء هذه العلاقات وهم اقل تكيفاً مع الرفاق والمجتمع وتنقصهم سمات القيادة ويسهل انقيادهم نحو الانحراف وتقلب المتأخرين دراسياً من الوجهة الانفعالية يزيد من فرص انحرافهم وهم أكثر قابلية لذلك من التلاميذ الأسوياء دراسياً.
سادساً/ علاج التأخر الدراسي:
تتعدد طرق وأساليب التأخر الدراسي تبعاً لاختلاف الأسباب المؤدية إليه والمسببة له,ومدى توفر التشخيص الجيد لحالات التأخر الدراسي,ومن أهم خطوات تشخيص التأخر الدراسي التي على المرشد الطلابي اتخاذها :
                     1.        يقوم به المرشد الطلابي والمدرس بمعاونة الوالدين للإلمام بالموقف الكلي للطالب المتأخر دراسياً.
                     2.        دراسة المشكلة وتاريخها والتاريخ التربوي والعلاقات الشخصية والتاريخ النفسي والجسمي للطالب.
                     3.        دراسة القدرات العقلية المعرفية للطالب.
                     4.        دراسة الصحة العامة للطالب وحواسه والأمراض .
                     5.        دراسة العوامل الاجتماعية والبيئية والظروف المحيطة بالطالب.
                     6.        دراسة الميول النفسية للطالب واتجاهاته وسمات شخصيته. (عبدالعزيز2008 ص ص 32-33 )
فالتشخيص عامل قوي لتحديد الأساليب العلاجية للطالب المتأخر دراسياً ومن الأساليب العلاجية لمشكلة التأخر الدراسي ما يلي  :
(أ) أسلوب الإرشاد العلاجي  ( الطبي ):
يعود السبب في كثير من حالات التأخر الدراسي لدى الطلاب إلى عوامل صحية تكون خارجة عن نطاق المرشد الطلابي,وهنا ينحصر دور المرشد الطلابي في اكتشافها وإبلاغ ولي الأمر,وتحويل الطالب إلى الوحدة الإرشادية؛ حيث يتطلب الأمر علاجه مثل حالات: ضعف السمع أو البصر أو سوء التغذية,أو ضعف البنية الأساسية .
ومن الإجراءات التربوية التي يساهم بها المعلم أو المرشد الطلابي في مساعدة الطلاب الذين يعانون من أعراض صحية تؤثر على مستواهم  :
                     1.         وضعهم في أماكن قريبة من المعلم والسبورة خصوصاً ضعاف السمع   والبصر .
                     2.         التأكد من توفر الإضاءة والتهوية الجيدة في الفصول .
                     3.         عقد جلسات إرشادية مع الطلاب ذوي الإعاقات الجسدية تهدف لزيادة الثقة في نفوسهم والتخلص من مشاعر النقص والخجل,وتكوين مفهوم ايجابي للذات عندهم .
4-توفير الخدمات المساعدة لهم داخل المدرسة مثل السماعات والنظارات الطبية وحثهم وتشجيعهم على استخدامها .


(ب) أسلوب الإرشاد الأسري الاجتماعي:
في هذا الأسلوب يتم علاج المؤثرات البيئية الخارجية,مثل:السكن ونوعية الأصدقاء,وعلاج المشكلات الأسرية التي تسببت في إحداث التأخر الدراسي,وفي حال تأكد المرشد الطلابي أن أسباب التأخر تكمن في أسرة الطالب,فإنه من الضروري إشراك والديه في حل المشكلة .
(ج) الأسلوب النفسي:
يعتبر أسلوب الإرشاد النفسي من أهم الأساليب المتبعة في علاج التأخر الدراسي لأنه أسلوب متكامل؛حيث يجمع بين الأساليب المختلفة مراعياً النواحي الجسمية والحركية والاجتماعية والانفعالية لنمو الطالب,وعلى المرشد الطلابي أن لايكتفي بتعديل ظروف البيئة وتحسينها بل يقوم بالعلاج الذاتي الموجه نحو تعديل وتغيير الاتجاهات السلبية في شخصية الطالب نحو التعليم والمدرسة والمجتمع,مع التركيز على تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم أكثر إيجابيةً,لأن ذلك يمثل أهمية خاصة في علاج التأخر الدراسي,كما يقوم المرشد بتشجيعه على تعديل سلوكه وتحسين توافقه الأسري والمدرسي .
ومن أساليب الإرشاد النفسي التي يستطيع المرشد استخدامها في علاج حالات التأخر الدراسي :
                     1.         المقابلات الفردية والجماعية.
                     2.          دراسة الحالات الفردية داخل المدرسة.
                     3.          تحويل من يلزم تحويلهم للجهات المختصة مثل الوحدة الإرشادية.
(د) الأسلوب العلاجي ( الترميمي ) :
وهو أحد الأساليب التربوية والسلوكية التي ساهمت في علاج الكثير من حالات التأخر الدراسي الذي يكون نتيجة لمشكلات تربوية .
وخير مثال على هذا الأسلوب هو برنامج مجاميع التقوية للطلبة المتأخرين دراسياً وهذا الأسلوب يقوم على :
         1.         العناية بالطالب المتأخر دراسياً بصورة فردية .
         2.         استخدام الأسلوب في تعليم الطلاب المتأخرين دراسياً .
         3.         اختيار الطريقة الصحيحة في تعليم الطلاب المتأخرين دراسياً .
         4.         اختيار المواد المناسبة والمرتبطة بميول واستعدادات الطلاب المتأخرين دراسياً
         5.         الاكتفاء بمجموعات صغيرة في تدريس الطلاب المتأخرين دراسياً العدد الأمثل للمجموعة الواحدة هو ستة طلاب لأن زيادة العدد تؤدي إلى ضعف العلاقة الشخصية والاجتماعية بين الطلاب والمدرس وهي من الدعامات الأساسية لنجاح هذا النوع من العلاج .

(هـ) الأسلوب السلوكي:
وهو أسلوب ملائم للطلاب المتأخرين دراسياً في المرحلة الابتدائية وخاصة الصفوف الدنيا منها ,وهذا الأسلوب يقتضي بناء منهج يتضمن أنواع السلوك المراد تعليمها للطالب ووضعه بطريقة مبرمجة بحيث تتخلله المكافآت عقب كل خطوة وهو يحتاج وقتا طويلا واتصالا مستمرا . ولكي يحتفظ الطالب بالانتباه الكامل فإن هذا يقتضي استخدام الأدوات واللعب والمباريات والأنشطة التي تطلق التوترات الجسمية والانفعالية وتخففها دون قطع أو عرقلة سلسلة التفكير خلال العملية الإرشادية . (الفقي,1974م , عبد الرحيم,1980م, القحطاني, 1423 هـ, الترتير,1424هـ)








المراجع :
الترتير,إبراهيم  عبدا لحميد محمد(1424) أسباب التأخر الدراسي لدى طلبة الصفوف الأساسية الدنيا في محافظات شمال الضفة الغربية,من وجهة نظر المعلمين,رسالة ماجستير غير منشورة,جامعة النجاح,كلية الدراسات العليا,قسم العلوم الإنسانية,فلسطين .
جابر,عبد الحميد وآخرون  (1982 ) بعض العوامل المرتبطة بالتخلف والتفوق الدراسي في المرحلة الثانوية لقطر,مجلة بحوث ودراسات في الاتجاهات والميول النفسية,مركز البحوث التربوية,جامعة قطر,المجلد السابع ج2,ص ص177 -257 .
السليم,الجوهرة بنت سليمان محمد ( 1409) بعض سمات الشخصية لدى المتأخرات دراسياً في المملكة العربية السعودية في المرحلة الثانوية,رسالة دكتوراه غير منشورة,جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية ,الرياض .
عبد الرحيم,طلعت حسن (1980) سيكولوجية التأخر الدراسي . دار الثقافة للطباعة والنشر,القاهرة,مصر .
عبد العزيز,أيمن محمد طه ( 2008) أثر برنامج إرشادي نفسي في تحسين التحصيل والتوافق الدراسي لطلاب المرحلة الثانوية بمحلة الخرطوم,رسالة دكتوراه ( غير منشورة) جامعة الخرطوم,كلية التربية,قسم علة النفس التربوي,السودان .
العبد الكريم,خولة بنت عبد الله السبتي (2004) مشكلات المراهقات الاجتماعية والنفسية والدراسية  دراسة وصفية على عينة من الطالبات السعوديات في المرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية,رسالة ماجستير( غير منشورة) جامعة الملك سعود كلية الآداب  الرياض .
أبوعلام,رجاء محمود(1980) التأخر الدراسي في المرحلة المتوسطة,أسبابه وعلاجه,جمعية المعلمين الكويتيين,الكويت,دولة الكويت .
عبد اللطيف ,مدحت عبد الحميد(1993) الصحة النفسية والتوافق الدراسي, دار المعرفة , الجامعة الإسكندرية, مصر .
علون,الحسيني ( 1984) التأخر الدراسي وعلاقته ببعض متغيرات البيئة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية,رسالة دكتوراه ( غير منشورة ) كلية التربية,جامعة عين شمس,القاهرة . مصر .
عودة,محمد؛ والشريف,نادية ( 1408) دراسة مقارنة للطلبة المتفوقين والطلبة المتعثرين دراسياً في جامعة الكويت,الكويت .
القحطاني,محمد بن قمشع بن عابد آل عابد ( 1423 ) إسهام برامج التوجيه والإرشاد الطلابي في علاج التأخر الدراسي في مدارس التعليم العام ( المتوسط والثانوي ) من وجهة نظر المعلمين والمرشدين الطلابيين في ( العاصمة المقدسة,الطائف جدة . رسالة ماجستير منشورة,جامعة أم القرى كلية التربية,مكة المكرمة .
الفقي,حامد عبد العزيز,(1974) . التأخر الدراسي تشخيصه وعلاجه,ط3 مؤسسة على جراح الصباح,الكويت .
أبو مصطفى,نظمي عودة( 1406) أسباب التأخر الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية التابعة لوكالة غوث الدولية في محافظة عزة كما براها المعلمون والمعلمات,المؤتمر الدولي الرابع لمركز الإرشاد النفسي,القاهرة,المجلد 1
مصطفى,فهيم ( 1997) الطفل والقراءة,الدار المصرية اللبنانية,بيروت,لبنان
المراجع الألكترونية :

ليست هناك تعليقات: