الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

النظرية السلوكية





النظرية السلوكية

إعداد
حسين مريشيد الرفيعي


1432 هـ -2011 م



فهرس الموضوعات
الموضوع
رقم الصفحة
مراحل تطور النظرية السلوكية
2
التعريف بالنظرية السلوكية
4
المفاهيم الرئيسية للنظرية السلوكية  
4
الإرشاد السلوكي
6
إجراءات الإرشاد السلوكي
6
نقد النظرية السلوكية
7-8
أولاً : الجوانب الايجابية .     
7
ثانياً : الجوانب السلبية
7
النظرية السلوكية في ميزان الإسلام
8
المراجع
9





مراحل تطور النظرية السلوكية :
بدأ هذا الاتجاه باكتشاف ايفان بافلوف ( Pavlov)( 1849 – 1936 م ),حيث كان مجال هذا العالم أساساً هو دراسة فسيولوجيا الجهاز الهضمي عند الكلاب والذي نال فيه شهرة واسعة رشحته لنيل جائزة نوبل العلمية سنة 1904 م,( محمود , دت : 119) ؛ حيث يعتبر المؤسس الفعلي للحركة السلوكية,الذي كان يجري بحوثاً في عملية الهظم لدى الكلاب في معمله وفي أثناء إجرائه لبعض التجارب على الغدد اللعابية للكلب لاحظ بعض التغيرات في كمية اللعاب المسال نتيجة دخول العامل الذي يقدم الطعام للكلب , وهذه الملحوظة جعلته يغير اتجاه بحوثه ويتحول إلى دراسة تجارب جديدة أحدثت أثراً كبيراً في مجال علم النفس التعليمي ,(منسي ؛ ردادي, 1998: 49 ),وبهذا يكون قد استطاع هذا العالم أن يثبت تجريبياً تعلَم الحيوان        (الكلب) تعلماً شرطياً, وذلك بإفرازه اللعاب عن طريق تقديم بعض المثيرات الجديدة الصناعية التي رافقت المثير الطبيعي وهو تقديم الطعام له في حالة الجوع , وأطلق على هذه المرحلة اسم التعلم الشرطي ( جمل الليل , 2002 : 253 ),وعليه يمكن استنتاج أن دخول العامل عند تقديم الأكل له ليست مثيرات فطرية طبيعية لإفراز الكلب , ولكنه اكتسب هذه الخاصية لاقترانها المباشر بالمثير الطبيعي وهو وجود الطعام في فم الكلب .
وكان هذا الاكتشاف بداية لعدد كبير من التجارب انتهت بتأسيس الاتجاه السلوكي,ويمثل هذا الاتجاه السلوكي المنافس الوحيد للاتجاه التحليلي؛حيث ظهرت النظرية في الوقت الذي ظهرت فيه نظرية التحليل النفسي تقريباً ( جمل الليل , 2002 : 253 ).
والعالم الذي يرجع إليه الفضل في بلورة هذا الاتجاه هو جون واطسن    (Watson )"( كفافي , 1990 :23 ) , الذي أطلق تسمية السلوكية على هذا الاتجاه انطلاقاً من اهتمامه بالسلوك الملاحظ , فلقد قام كل من ( واطسن )و(رينر ) اللذين قاما بتجربة للتأكد من دور التعلم في إحداث السلوك العادي والمنحرف وكانت التجربة تدور حول تعرف الطفل (البرت )عمرة (11) شهر لفأر ابيض لم يكن يثير الخوف لدى هذا الطفل ولكن بعد تعريض الفأر للطفل ولعدة مرات صاحبها أصوات مفزعة لصوت قطار أصبح الطفل بعدها يخاف ظهور الفأر بعدما كان ظهوره كان أمراً عادياً ,وتطور الأمر بالطفل بأن عمم خوفه من الحيوانات التي تشبه الفأر, واستنتج واطسون, ورينر أن إشكال السلوك المنحرف كالمخاوف الشاذة والأمراض النفسية ما هي إلا استجابات وعادات شاذة يكتسبها الشخص عن طريق الخبرات الخاطئة التي يمر بها . ( عبدا لرحمن , 2006: 517 )
بعد هذه المرحلة جاءت مرحلة ما يسمى بالتعلم الشرطي الإجرائي  على يد العالم الأمريكي سكينر  (Skinner) الذي يطلق عليه تعديل السلوك , ويقصد بالسلوك الإجرائي هنا :إجراء بعض التعديلات أو التغيرات على البيئة المؤثرة في سلوك الفرد بحيث تعطي بعض النتائج الجيدة التي تعزز حدوث السلوك نفسه وتكراره .
تلت ذلك مرحلة السلوكي المعرفي  ومن العلماء الذين أسهموا في تطوير هذا الاتجاه (وولب , وإليس ولازروس) ففي هذه المرحلة تم اخذ المفاهيم التي يتوسط حدوثها وتأثيرها بين المثير والاستجابة في الاعتبار فهذه امتداد للمرحلتين السابقتين ولا تتعارض معهما ولكن ينصب تركيزها على العوامل المعرفية للسلوك التي عن طريقها يتم فهم وعلاج المشكلات السلوكية . ( جمل الليل , 2002 :255 )
ثم تلى ذلك مرحلة التعلم الاجتماعي أو التعلم عن طريق الملاحظة والتقليد ,على يد (باندورا) وزملائه حيث توصلوا إلى أن تعلم السلوك عن طريق ملاحظته لنموذج لذلك السلوك المراد تعلمه عن طريق شخص آخر (حمام ؛ ومصطفى,2006 : 251 )





التعريف بالنظرية السلوكية:
يطلق على هذه النظرية  عدة مسميات منها : اسم نظرية المثير والاستجابة, ونظرية التعلم ( زهران 2005: 102 ) ,ويقوم مبدأ هذه النظرية على أساس المثير والاستجابة, أي لا استجابة بدون مثير ,بل أن عملية التعلم تحدث نتيجة لحدوث ارتباط بين مثير ما واستجابة معينة ( المصطفى , 1995: 148 )
والاهتمام الرئيسي للنظرية السلوكية هو السلوك :كيف يتُعلم وكيف يتغير، وتتضمن عملية الإرشاد محو تعلم وإعادة تعلم( زهران , 2005 : 102), ويرى أصحاب هذه النظرية بأن السلوك الإنساني عبارة عن مجموعة من العادات التي يتعلمها الفرد ويكتسبها أثناء مراحل نموه المختلفة , ويرجعون ذلك إلى العوامل البيئية التي يتعرض لها الفرد ( وزارة المعارف , 2001 : 38 ) ,فسلوك الفرد خاضع لظروف البيئة فتصرفات الفرد سواء كانت سوية أم شاذة فهي من وجة نظرهم سلوكيات   متعلمة ( الشناوي , 1994, :53 )  .

المفاهيم الرئيسية للنظرية السلوكية   :
تتمثل المفاهيم الرئيسية للنظرية السلوكية في بعض المفاهيم التالية :
·        السلوك والاستجابة :
يمثل السلوك كل المظاهر النفسية للفرد سواء كانت هذه المظاهر قولاً أو فعلاً , أما الاستجابة فهي كل ما يظهر لدى الفرد من ردود فعل على مثير يتعرض له (ملحم ,2006: 192 )
·        الإطفاء .
هو إغفال وتضائل وخمود واختفاء السلوك المتعلم إذا لم يمارس ويعزز, وفي هذا الأسلوب يحاول المرشد محو السلوك غير المتوافق وذلك بإغفاله حتى    ينطفي؛ حيث يغفل السلوك غير المرغوب إلى أن يظهر السلوك السوي المطلوب فيثيبه ويعززه.
·       التعزيز الموجب . ( الثواب ).
بمعنى إثابة السلوك المطلوب ويتم ذلك بإثابة العميل على السلوك السوي المطلوب مما يعززه ويؤدي إلى النزعة إلى تكرار نفس السلوك المطلوب إذا تكرر الموقف .
·       التعزيز السالب .
يعني العمل على ظهور السلوك المطلوب وذلك بتعريض العميل لمثير غير سار أثناء السلوك غير المرغوب , ثم إزالة المثير غير السار مباشرة بعد ظهور الاستجابة المطلوبة .  ( زهران , 2005: 266 – 371 )
·       التشكيل التدريجي للسلوك :
"يمثل هذا المفهوم احد أهداف عملية العلاج النفسي بالطريقة السلوكية ؛حيث يسعى المعالج إلى تشكيل سلوك جديد ومقبول يحل محل السلوك الذي يسعى إلى إزالته , ويستمر المعالج بتعزيز كل إضافة ايجابية على هذا السلوك تؤدي في النهاية إلى تكوين السلوك  المطلوب" ( ملحم ,2006: 193 )
·        الغمر .
يبدأ الغمر بمثيرات شديدة ويضع الفرد أمام الأمر الواقع في الخبرة ( دفعة واحدة ) وقد يكون الغمر حيا على الطبيعة وفي الواقع وهو الأفضل والأكثر استخداما .
·        العقاب ( الخبرة المنفرة ):
في هذا الإسلوب يتعرض العميل لنوع من العقاب العلاجي ( كخبرة منفرة ) إذا قام بالسلوك غير المرغوب فيه مما يكفه مثل علاج اضطرابات الكلام مثل اللجلجة بان يتبع الكلمة الملجلجة صدمة كهربائية مثلاً,وهكذا تصاحب اللجلجة الصدمة الكهربائية بينما يمر الكلام السوي دون عقاب .
·        الممارسة السالبة :
يطلب المرشد من العميل أن يمارس السلوك غير المرغوب بتكراره فتؤدي هذه الممارسة إلى نتائج سالبة – التعب والملل _ حتى يصل لدرجة التشبع لا يستطيع عندها ممارسته  ( زهران , 2005: 266 – 371 )

الإرشاد السلوكي
يعد الإرشاد السلوكي من ابرز أساليب الإرشاد النفسي,ويستمد هذا الأسلوب بما يتضمنه من إجراءات من خلال النظرية السلوكية( جمل الليل , 2002 : 253 ), ويهدف الإرشاد السلوكي بصفة عامة إلى تغيير وتعديل  وضبط السلوك مباشرة بما في ذلك محو تعلم مظاهر السلوك المضطرب والمطلوب التخلص منه(زهران ,2005: 365 )
إجراءات الإرشاد السلوكي :
ذكر (زهران ,2005: 365-366 )مجموعة من الخطوات الإجرائية التي يمكن إتباعها , وتتضمن هذه الإجراءات في النقاط التالية :
 1-تحديد السلوك المضطرب المراد تعديله أو تغييره أو ضبطه .
2-تحديد الظروف والخبرات والمواقف التي يحدث فيها السلوك .
3-تحديد العوامل المسئولة عن استمرار السلوك المضطرب .
4-إعداد جدول التعديل أو التغيير أو الضبط ً.
5-تنفيذ خطة التعديل أو التغيير أو الضبط عملياً  .

نقد النظرية السلوكية
أولاً / الجوانب الايجابية :
تتمثل الجوانب الايجابية للنظرية السلوكية في التالي :
·        أنها نقطة تحول كبيرة في النظرة إلى أسباب سوء التوافق , وشمولها لعدد كبير من الجوانب التي يعالجها بعد أن كان الاهتمام محصوراً في بعض الحدود الضيقة .
·        استنادها إلى  أساس نظري متين مع إمكان استخدام البحث العلمي والتجريب في معرفة أسباب السلوك المضطرب ومواجهته .
·        غالبا ما يتم إتباع برنامج علاجي لتعديل السلوك المنحرف يقوم فيه العميل بإجراء السلوكيات الجيدة وفق خطة منظمة يتم الاتفاق عليها بينه وبين المرشد .
·        يركز العلاج السلوكي المنبثق من النظريات السلوكية على الاهتمام بالمشكلة الحالية للعميل وبسلوكه الحاضر دون الاهتمام بصورة كبيرة بالإحداث الماضية .( جمل الليل ,2002 :261)
·        نسبة الشفاء أو التحسن باستخدام النظرية السلوكية  قد تصل إلى نسبة 90 % في مقابل 50 % إلى 75 % في النظريات غيرها .
·        يمكن أن يشارك  فيها كل من الوالدين والأزواج  والممرضات .(زهران , 2005 :372)
ثانياً / الجوانب السلبية:
تتمثل الجوانب السلبية للنظرية في التالي :
·       تركيزها على التعامل مع السلوك الظاهر للعميل ولا يهتم بسلوكه الخفي كالمشاعر والانفعالات الدفينة ,وبالتالي يعجز عن مساعدة العميل على استبصار متكامل عن نفسه .
·       الاتجاه السلوكي يجعل الدور العلاجي بيد المرشد أكثر من العميل ؛حيث يقوم الأول بإلقاء الأسئلة وتحديد المعالم المهمة في شخصية العميل وتحديد الأسباب المسئولة عن وجود المشكلة والأسباب المسئولة عن استمرارها وغير ذلك مما يجعل دور العميل أكثر سلبية .
·       يركز الاتجاه السلوكي في العلاج على الأعراض السلوكية للمشكلة التي يواجهها العميل كنتيجة لهذه المشكلة التي يواجهها دون الاهتمام بالأسباب الحقيقية والتاريخية لهذه المشكلة مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض سلوكية جديد .
·       يتجاهل الاتجاه السلوكي في العلاج تكوين العلاقة الإرشادية الجيدة في أثناء العمل الإرشادي بالرغم من وجود هذه العلاقة ولكن لا تعطي الاهتمام اللازم .( جمل الليل,2002: 262 )
·       أحيانا يكون الشفاء وقتياً عابراً ( زهران , 2005: 372)

النظرية السلوكية في ميزان الإسلام :
أبرز ما يلفت النظر في هذه النظرية تبنيها لفكرة المحايدة والتي يقصد بها أن الإنسان خلو من الخير والشر في طبيعته أي لا خير فيه ولا شر ولا شي فطري ولا موروث ) وهذه فكرة لاتتفق مع الرؤية الإسلامية للطبيعة الإنسانية التي تؤكد على أن الإنسان مفطور على الخير وأنه يحمل في فطرته الإقرار بواحد نية الله  سبحانه وتعالى ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
كما يؤخذ على هذه النظرية اعتمادها على نظريات التعلم وكما هو معروف فإن كثير من نظريات التعلم بنت مفاهيمها وقواعدها على أساس من تجارب على حيوانات المختبر ولا شك أن التعميم المباشر على الإنسان يحتاج إلى وقفه لأن الإنسان مخلوق له خصوصيته .
كما أن أبرز ما يؤخذ على هذه النظرية أيضا مبالغتها في تأثير البيئة والعوامل الخارجية على السلوك .( الزبيدي , 2008:  51 )
المراجع :
جمل الليل , محمد جعفر ( 2002) المساعدة الإرشادية النفسية , ط2, الدار السعودية للنشر والتوزيع , جدة .
الحربي , عواض محمد ( 2004) العلاقة بين مفهوم الذات والسلوك العدواني لدي الطلاب الصم , رسالة ماجستير (غير منشورة) اكادمية نايف العربية للعلوم الأمنية ,   الرياض .
 حمام, فاديه كامل ؛ مصطفى , على أحمد سيد ( 2006) علم النفس التربوي في ضوء الإسلام , ط3 , دار الزهراء , الرياض .
الزبيدي , عبدالله سعيد محمد ( 2007) أسس التوجيه والإرشاد من منظور إسلامي (دراسة تأصيلية) , رسالة ماجستير (غير منشورة) جامعة أم القرى كلية التربية,مكة  المكرمة .
الشناوي , محمد محروس ( 1994) نظريات الإرشاد والعلاج النفسي ,دار غريب ,القاهرة .
 عبد الرحمن , محمد السيد ( 2006 ) نظريات الشخصية ,ط 2 , دار الزهراء الرياض .
كفنافي، علاء الدين(1990)الصحة النفسية، هجر للطباعة، القاهرة.
محمود , إبراهيم وجيه ( دت) التعلم أسسه ونظرياته وتطبيقاته , دار المعرفة الجامعية , الإسكندرية .
 المصطفى , عبد العزيز عبدا لكريم ( 1995) علم النفس الحركي , دار الإبداع الثقافي , الرياض .
ملحم ,سامي محمد (  2006) مبادئ التوجيه والإرشاد النفسي ,ط 1 ,  دار المسيرة , عمان .
منسي , محمود عبد الحليم ؛ ردادي , زين حسن ( 1998) التعلم والفروق الفردية , مكتبة درا الإيمان , المدينة المنورة  .
النجار فهمي  ( 2005 ) الحرب النفسية ( أضواء الإسلام ) , دار الفضيلة , الرياض .

وزارة المعارف ( 2001) دليل المرشد الطلابي في مدارس التعليم العام , الإدارة العامة للإرشاد.

ليست هناك تعليقات: